البابا تواضروس الثاني في الذكرى الأربعين لرحيل الأنبا إبيفانيوس: حياة الإنسان يجب أن تكون نافعة وصالحة

كتب – محمد عيد:
أقام البابا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صلوات قداس ذكرى الأربعين للراحل الأنبا إبيفانيوس أسقف رئيس دير الأنبا مقار، بحضور مجموعة كبيرة من أساقفة المجمع المقدس ورهبان الدير، مؤكدًا أنه يجب على الإنسان لكي تكون حياته صالحة أن يحفظ الهدف وأن تكون حياته نافعة لكل الناس.
وقتل الأنبا إبيفانيوس فجر الأحد 29 يوليو الماضي، حيث تلقى ضربة خلف الرأس، سقط على إثرها فاقدا الحياة، ووجهت النيابة العامة تهمة القتل العمد لكل من الراهب المشلوح إشعياء المقاري، واسمه العلماني وائل سعد تواضروس، والراهب فلتاؤس المقاري.
وألقى حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس، حجرا في المياه الراكدة، حيث فتحت النيران على الأديرة وما يحدث من الرهبان من تجاوزات، دفعت البابا تواضروس إلى الاعتراف بوجود تسيب في الأديرة، وفي محاولة لمحاصرة ذلك، أصدر 12 قرارا بمعرفة لجنة الرهبنة وشئون الأديرة، وصفها البعض أنها خطوة في طريق تصحيح المسار.
وأكد بابا الأسكندرية، على ضرورة أن يقف الإنسان صادقا أمام نفسه، وأن يكون مستعدا ليوم رحيله وأن يقتدي بسيرة الصالحين الذين سبقونا وتتلمذنا على أيديهم إلى جانب قراءة الكتاب المقدس وتعاليم القديسين”.
وأضاف بطريرك الكرازة المرقسية، أن الأنبا إبيفانيوس كان من هؤلاء الذين يحفظون الهدف جيدا منذ أن كان طالبا بكلية الطب وهو راهب أيضا وهو أسقف كان يعمل أيضا بأمانة”، مضيفا أنه يجب على الإنسان أن يراجع أهدافه من وقت لآخر حتى يتأكد من وجود الهدف الذي خرج من أجله ليس هذا للرهبان فقط لكن لكل إنسان.
وأكد البابا تواضروس أنه من المهم أيضا أن يكون الإنسان “حافظا للوصية” وأن أحد أهم مصادر التعاليم هو الكتاب المقدس، مشيرا إلى أن الحياة الرهبانية هي حياة إنجيلية في كل شيء فعلى الراهب أن يكون لديه “طاعة في الوصية” وهو مقياس روحي للإنسان.
وقال: “حسب تاريخ الآباء الرهبان الأوائل كان الكتاب المقدس مفتوح أمامهم ليلا ونهار”، منوها أن الأنبا إبيفانيوس كان شخصا روحانيا وحافظا لكلمة الله وكان عالما جليلا وكان يعلم العديد من اللغات الأجنبية التي ساعدته في البحث والتعليم.
وأشار بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية إلى أنه شرط أساسي لنجاح الطريق الروحي للإنسان هو أن تكون المحبة بين الجميع في نمو مستمر فهي الأمر الوحيد الباقي.
ولفت إلى أن الرهبنة تأسست في مصر وصار بها العديد من الأديرة التي أسست على المحبة التي هي كنز كل دير وإن اختفت المحبة لا يسير للحياة الرهبانية أي معنى، وقال: “دوام المحبة ونموها أحد المعايير التي يجب أن يقيس الإنسان الروحي حياته عليها، وعلى الإنسان أن يسأل نفسه كيف نعيش ونقدم ونمارس المحبة الحقيقية”.
وقال إن الأنبا إبيفانيوس كان محبوبا من الجميع من جميع أعضاء المجمع المقدس ومن كل من تعامل معهم وكذلك محبته كانت هادئة وهي كانت أيضا وسيلة لتعليم كل من تعامل معهم، مشددا على أن الله هو ضابط الكل وأن الكنيسة إذا كانت تعرضت لهذه الأزمة منذ أربعين يوما فالوقت الآن وقت استيقاظ ومراجعة للنفس قبل حلول السنة القبطية الجديدة.
وأضاف: “رحيل الأنبا إبيفانيوس في هذه الظروف بمثابة جرس إنذار لحياتنا واستفاقة للانتباه إلى مراجعة الهدف والوصية التي نعيش بها وأن نراجع المحبة التي نعيشها الآن”، وتابع: “أقدم العزاء لأسرة الأسقف ولمجمع رهبان دير أبو مقار الذي نفتخر به أمام العالم، والشكر لكل الجهات الأمنية التي قامت بواجبها على أكمل وجه خلال التحقيقات وكذلك حفظ النظام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى