الاختيار 2 .. اللواء سعيد عمارة عن تفجير مديرية أمن الدقهلية: «5 دقائق أنقذت حياتي»

كتبت: لوجين محمد

بعد أكثر من 7 سنوات على وقوع التفجير الإرهابي الغاشم الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة، وتحديدا في 24 ديسمبر 2013، أي بعد فض اعتصام رابعة المسلح بنحو 100 يوم، عرض مسلسل الاختيار 2، مشهد تفجير مديرية أمن الدقهلية.

سرد اللواء سعيد عمارة، الذي كان يشغل وقتها منصب مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بمديرية أمن الدقهلية، ذكريات أليمة عاشها وتفاصيل 3 أيام كاملة لم يذق فيها طعم النوم، مارس خلالها مهام عمله من أماكن متفرقة بعد تفجير مبنى المديرية، وتضرر مقر الإدارة العامة للمباحث الجنائية بالدقهلية بشكل كبير بسبب الانفجار.

ثبات انفعالي

يقول اللواء عمارة، إنه مارس عمله بعد التفجير من داخل أحد مباني شركة «سماد طلخا»، وكان قادرا على الاحتفاظ بثباته الانفعالي وهدوئه واتزانه، وكان يدير عمله بكامل اللياقة الذهنية واليقظة والدقة وهو ما مكنه في غضون أيام قليلة من حادث تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية، من القبض على المتهمين، في ضربة واحدة وفي توقيت واحد.

«ذبيح المنصورة»

يحكي اللواء سعيد عمارة، عن ليلة التفجير، بقوله: «التفجير وقع في 24 ديسمبر 2013، وقبل التفجير بحوالي 10 دقائق غادرت مبنى المديرية، وتوجهت إلى قسم شرطة ثان المنصورة، وكان فيه هناك فريق بحث شغال وماسكين متهمين في قضية معروفة بـ«ذبيح المنصورة»، وهو سائق قتله الإخوان بالقرب من ستاد المنصورة في إحدى مظاهراتهم، والمتهمون بدأوا يعترفوا، وكلموني أروح أتابع الاستجواب».

5 دقائق

يتابع اللواء سعيد عمارة: «نزلت رحت القسم، وهو بالمناسبة قريب من مبنى المديرية، ومفيش 5 دقايق لقيت الانفجار حصل» يتنهد اللواء عمارة ويقول: «لو كنت اتأخرت 5 دقايق بس كنت أخدت الموجة الانفجارية في وشي، لأن التفجير حصل في مدخل إدارة المباحث الجنائية اللي أنا نزلت منه، المهم حصل الانفجار وجرينا في الشارع وجدنا الناس يتكلمون عن حدوث انفجار، لكن لم يكن أحد يعرف مصدره، مرة يقولوا في مبنى كلية الآداب ومرة في طلخا، ثم تأكدنا بعد دقائق من أن الانفجار وقع في مبنى مديرية الأمن، فأسرعنا بالذهاب إلى هناك، لكن لم نتوقع أن يكون بهذه القوة، فأنا أول مرة أشوف تفجير أو حادث إرهابي بالقوة دي».

سرعة تصرف

وعن رد فعله عقب مشاهدته آثار التفجير، يقول اللواء عمارة: «كان تفجير مدمر ووحشي، والخراب في كل مكان، لكن الحمد لله، ربنا ألهمني وألهمنا كلنا الثبات وسرعة التصرف، وبدأنا نبحث عن المصابين ونحصرهم وننقلهم للمستشفيات، وبسرعة شكلنا فريق عمل، ووزعنا أنفسنا على المستشفيات، وقدرنا بسرعة نعرف خسائرنا ومن أصيب ومن استشهد، ثم تواصلنا مع الوزارة والإسعاف، وفرضنا كردوناً أمنياً بعد استدعاء الأمن المركزي لإبعاد المواطنين عن مبنى المديرية خشية وجود قنبلة أو حدوث تفجير آخر، لأن الوضع كان مرتبكاً والفوضى تعم المكان كله».

طن «تي إن تي»

وتطرق اللواء سعيد عمارة، للحديث عن هدف الإخوان من التفجير بقوله: «كان هدفهمم قتل الثقة في نفوس الشرطة بقصد السيطرة وإحداث حالة من الهلع واليأس، معتقدين أنهم بيوصلوا رسالة ملخصها إحنا هنقدر عليكم في أي مكان، لكن اللي حصل عكس كده، أنا كنت في حالة ثبات انفعالي عمرها ما حصلت، الحادث زادنا صلابة، ولم نهتز، بالعكس، اشتغلنا على التفجير والفاعلين وحددنا العربية تاني يوم، وثالث يوم بالليل وصلنا لشخصية الانتحاري، وبعدها جبنا 13 متهما في التفجير من بلقاس، وكان باقي 4 هربانين، وجبنا واحد بعد التفجير بأسبوع، وآخر اتنين قتلوا في عملية أمنية، وكان فيهم واحد قتل في الإسكندرية من أنصار بيت المقدس».

وكشف اللواء عمارة، عن أسباب سرعة ضبط المتهمين، بقوله إنه كانت لدى قطاع الأمن الوطني ومباحث الدقهلية، معلومات عن مجموعة إرهابية بتخطط لعملية إرهابية، وكنا تقريبا محددينهم، ورتبنا لتوجيه مأموريات لضبطهم كان محددا لها اليوم التالي لتفجير مديرية أمن الدقهلية، مشيرا إلى أن التفجير نفذ بسيارة ربع نقل محملة بـ1000 كيلو من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار.

ضبط 50 خلية نوعية في الدقهلية

وأكد «عمارة» أن الفترة التي أعقبت الحادث، شهدت ضبط 50 خلية نوعية في الدقهلية، حتى عام 2015، وضبطنا بحوزتهم كمية من المتفجرات تصل إلى 5 أطنان بخلاف بنادق القنص والبنادق الآلية، مشددا: «إرادتنا كانت حديد، ونجحنا في القضاء عليهم، وإعادة ترميم وتأهيل مبنى مديرية أمن الدقهلية بـ50 مليون جنيه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى