الاوقاف ليلة القدر .. وقتها ودعاؤها

كتبت: اية ابو الدهب

ليلة القدر هي أحد الأماني التي يترقبها الصالحون في الشهر الكريم ، هي ليلة نزول القرآن الكريم ، حيث يقول الحق سبحانه : ” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ” (الدخان : 3 – 5) ، ويقول سبحانه : ” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ” (القدر : 1 – 5) .
أما وقتها ففيه أقوال كثيرة ، أشهرها لدى أهل العلم وما ترسخ في وجدان الأمة أنها ليلة السابع والعشرين ، وقد حثنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) على التماسها في العشر الأواخر فقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : ” الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ – يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ – فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ ، فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي ” (متفق عليه) ، ولهذا كان (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يجتهد في العبادة غاية الاجتهاد في هذه العشر ، تقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) : ” كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ” (متفق عليه) .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى التماسها في جميع ليالي الشهر الكريم ، على أن التماسها في العشر الأواخر أشد ، وفي الليالي الفردية منها أكثر تحريًا ، ولعل الحكمة في إخفاء أمرها وعدم تحديد وقتها نصًّا هي أن يجتهد الناس في الطاعة طوال أيام وليالي الشهر الكريم .
ولا ينبغي لمن ذاق حلاوة الطاعة والعبادة أن يفتر عنها بعد ليلة السابع والعشرين ، فمن ذاق عرف ، ومن عرف اغترف ، ومن يدري لعلها أن تكون ليلة الثامن والعشرين ، أو التاسع والعشرين ، أو الثلاثين إن كان الشهر تامًّا ، أو أن تكون قبل ليلة السابع والعشرين .
وأما عن الدعاء فيها فتقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) : قلتُ : يَا رسُول الله ، أرأيت إِن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها ؟ قال : ” قولي : اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني” (سنن الترمذي) ، وفي لفظٍ لابن ماجه : عن عائشة (رضي الله عنها) أنها قالت : ” يا رسول الله ، أرأيتَ إن وافقت ليلة القدر ما أدعو ؟ قال : ” تقولين : اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى