عاجلفنمنوعات

الأفلام الوثائقية المصرية … ويبقى الأثر

كتبت:دينا يحيى

تعد السينما التسجيلية والوثائقية المصرية أحد أهم الوسائل الإعلامية التي تنفذ إلى المشاهد بمحتواها المرئي والسمعي کوسيط بصري مسجل وناقل ومؤثر على الجمهور من خلال المضامين ونوعيتها المختلفة المقدمة بتلک الوسيلة القوية, فيتناول صناع السينما التسجيلية النواحي المختلفة من الحياة سواء الاجتماعية, السياسية, التاريخية , الدينية أو الاقتصادية ,فيلتقط صناع السينما التسجيلية فکرة مادتها حياة البشر يتم بنائها في نسق فيلمي بالاعتماد على التقنيات السينمائية للتعبير عن وجهات النظر المختلفة لهؤلاء الصناع بوسائل التصوير المباشر أو بإعادة صياغة الأحداث مع مراعاة الصياغة الواقعية لها في أسلوب فني خلاق دون ما تأليف, فهي تعتمد على التنقل والملاحظة والانتقاء من الحياة نفسها ولا تعتمد على موضوعات مؤلفة وممثلة في بيئة مصطنعة کما في بعض الموضوعات السينمائية الأخرى, حتى أن أشخاص الفيلم التسجيلي هم أصحاب القصة الحقيقيون فلا يعتمد على ممثلين محترفين مما يضفي على الفيلم التسجيلي طابع الصدق والواقعية وذلک الذي يجعل من السينما التسجيلية وسيلة مهمة يتابعها جمهور کبير, وأصبحت ظاهرة قوية حيث اتسعت حرکة الأفلام التسجيلية إلى المدارس والمعاهد والجامعات والکنائس ومراکز البحث العلمي والسينمات أيضاً، وبدأت تتنوع الأفلام التسجيلية ليس في موضوعاتها بل في مناهجها و توجهاتها.

فالفيلم الوثائقي فى مصر وسيلة من وسائل الإعلام الموجهة للمشاهد فهوالمعالجة الخلاقة للواقع وهوأيضا الجوهر الرئيسى كقوة ناعمة مؤثرة تدير العقول برؤيتها وتحاورها بأفكارها وإنفعالاتها المتبادلة من أجل غرز الأخلاقيات والمبادئ المجتمعية وتأصيلها سواء كانت لها تغذية عكسية موجبة أو سالبة على المتلقى أو المشاهد ،فهو يعتبر وسيلة التعبير بموضوعية على الجماهير وميوله وإتجاهاته النفسية والمعرفية والثقافية والإجتماعية معا.

وهو أيضاً الفيلم الذي يختار من الواقع حدث أو مناسبة أو أياً كان من الواقع أو من التاريخ أو من الآثار أو من الفنون التشكيلية بحيث يحول هذا الحدث الى الواقع المعاش حالياً، أو واقع ماضي أو تخيل واقع مستقبلي، أي سينما ليست خيالية بالكامل وليست واقعية تماماً لماذا؟ لأن فكرة وخيال المخرج وكاتب السيناريو والمونتير ومؤلف الموسيقى التصويرية ومهندس مزج الأصوات يتدخلان للوصول إلى عمل فيلم أسمه الفيلم الوثائقي ، وهناك علاقة لاشك فيها بين تسجيل التاريخ وبين السينما الوثائقية إذا كان عمل المؤرخ يختلف عن عمل المخرج السينمائي الوثائقي، إلا أن هناك ما يجمعها، فالمؤرخ يسجل التاريخ من حيث نظره والسينمائي يسجل الأحداث التاريخية بالمفهوم الإبداعي للفيلم الوثائقي إلا أن تكوين لقطاته التسجيلية قد خضعت لعملية المونتاج السينمائي وهي بطبيعتها تعكس وجهة نظر وشخصية المبدع السينمائي وفقاً لتحليل رؤية الأستاذ الدكتور محمود عبد الحليم بقسم الإعلام وثقافة الطفل بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس.

إن فن السينما تعرض لهزات عنيفة ودار في فلك العشوائيات والعلاقات الفوضوية خلال العقود الماضية ما قدم صورة وسمعة ليست بالجيدة عن مجتمعاتنا وكشف حالة انهيار وانحدار للفن المصرى بعد تربعه على عرش الوطن العربى سنوات وراء سنوات من حيث عمق الموضوعات وجودة السيناريو والحوار واحترافية

لتأتى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وتعيد الأمل من جديد ،لفيلم رائع يوثق ويؤرخ أيضاً حدث عسكري مهم حدث منذ سنوات قليلة ، حدث له أثر عظيم على مر العصور، وبذل فيه جهد فني كبير .

وهذا الفيلم يطور من مفهوم قوة مصر الناعمة توثق لقوة مصر العسكرية ويتبعه عدد من الأفلام المهمة ، ستبقي السينما المتعة والوسيلة الأهم في توثيق القصص المُلهمة .

الفيلم ملحمة تساعد الأجيال الجديدة بالأخص النشأ (الأطفال)على تعزيز فكر الوعى لديهم بمفاهيم التضحية لدى أبطال الجيش المصري العظيم وما زالوا يضحون من أجل وطننا مصر وبالأخص تأمين المشروعات التنموية القومية ونجاح خطة مصرورؤيتها للتنمية المستدامة ٢٠٣٠

حيث تدور احداث الفيلم حول غارات القوات الجوية المصرية على مواقع تنظيم داعش الإرهابية في ليبيا.

بعد أن أصدر تنظيم داعش في ليبيا فيديو بتاريخ 15 فبراير 2015 يصور قطع رؤوس 21 من الأقباط المصريين.

وخلال ساعات ردت القوات الجوية المصرية بضربات الجوية ضد أهداف محددة مسبقًا انتقامًا للعمال المصريين.

إن متى وأين وكيف يتم الرد هي مسألة تتعلق بالأمن القومي والسيادة. ذلك ما يكشف القوة في أوقات الأزمات

في 15 فبراير 2015، بث تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) الإرهابي مقطع فيديو قاسيًا يظهر مذبحة راح ضحيتها 21 قبطيًا في مدينة درنة في ليبيا المجاورة . وأثارت المشاهد المروعة لسفك دماء الشباب الأبرياء موجة من الغضب في مصر . وكان لا بد من عملية جوية عسكرية لكي نوضح للعالم أجمع أن حياة المصريين هي بكل معنى الكلمة “خط أحمر”.

وفي غضون ساعات قليلة، كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي القوات الجوية المصرية بالرد بشكل فوري . وساهم رد الجيش السريع على المذبحة في تهدئة غضب أهالي الضحايا وجميع المصريين .

إن كيفية عرض مثل هذه العملية العسكرية على الشاشة الكبيرة ليس بالأمر السهل، خاصة في ظل أحدث المعدات والتطور السينمائي في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، قدم المخرج أحمد نادر جلال ببراعة فيلمًا عن العملية العسكرية المصرية في عمل فني فريد من نوعه بعنوان “أسرب” (السرب) تم عرضه لأول منذ أول أسبوع له، وحقق إيرادات بلغت 1.6 مليون جنيه في أول يوم لعرضه في دور السينما المحلية.

يحكي الفيلم قصة بطولية حقيقية لتدمير القوات الجوية المصرية لمعاقل الإرهابيين في مدينة درنة الليبية . واستهدفت الضربات الجوية المصرية معسكراتهم وكذلك مخازن الأسلحة والذخيرة.

ويظهر الفنان شريف منير بدور الفريق يونس المصري قائد القوات الجوية المصرية سابقا فى هذا الوقت والأحداث العصيبة الذى استطاع بالخطة العسكرية الجوية المبدعة ، يقول للمقاتلين قبيل الضربة : “كلكم ستذهبون للقتال ، وكلكم ستعودون”.

وظهر النجم أحمد السقا أيضاً كعادته بلياقة بدنية عالية في دور الضابط علي المصري الذي لا يخشى الموت أبدًا ومستعد للتضحية بحياته من أجل وطنه.

وعلى الجانب الآخر ، هناك شخصية أبو أسعد الحمراوي (محمد ممدوح)، أمير داعش الذي جعله كبرياءه وغروره يظن أنه « إله يقتل من يشاء » .

الفيلم، الذي يجمع أيضًا عددًا كبيرًا من الممثلين والممثلات، وثّق الحادثة المأساوية سينمائيًا، ونجح في تصوير القصة ببراعة، بتمثيل وإخراج وسيناريو متقن.

نجح المخرج جلال في صياغة العمل سينمائياً ، حيث تم تصوير مشاهد الأكشن والغارات الجوية باحترافية شديدة مقلداً أفلام هوليود مثل Top Gun . وتعمق جلال في كل التفاصيل الصغيرة للعملية مع العدد الهائل من المقاتلات النفاثة المشاركة في الضربات.

لا يوجد فيلم جيد بدون سيناريو جيد. أبدع الكاتب عمر عبد الحليم في صياغة سيناريو درامي أذهل الجمهور .

لقد صور الملحن عمرو إسماعيل بشكل رائع الفخر والشجاعة والبسالة والعواطف طوال الفيلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى