عرب وعالم

الأردن.. الاحتجاجات تتصاعد وتتسع والعشائر تدخل على الخط

كتبت-مشيره عثمان 

 

تعطِ الجماهير الأردنية الغاضبة اهتماماً يذكر بالأمر الذي أصدره العاهل الأردني، عبد الله الثاني، بوقف قرار الحكومة الأخير برفع أسعار المحروقات والكهرباء لشهر يونيو الجاري.

 

 

فالقرار الملكي الذي جاء بعد سلسلة احتجاجاتٍ شعبية لم يوقف مسيرات الغضب الشعبي ضد سياسة الحكومة الاقتصادية، إذ شارك الآلاف من الأردنيين باعتصام حاشد في محيط “الدوار الرابع” بالقرب من مبنى رئاسة الوزراء في العاصمة عمان، مطالبين بـ “إسقاط الحكومة ومجلس النواب”.

 

 

وحدد المتظاهرون 30 نقطة أساسية للتحرك، الذي بدأ منذ الساعة العاشرة من ليل الجمعة، ليمتد بسرعة إلى مختلف أنحاء العاصمة وبقية المحافظات.

 

 

ولم تفلح قوات الأمن التي نزلت بقوة في منع المحتجين من إغلاق طريق المطار وطريق إربد – عمان، وعند الدوار الرابع وسط العاصمة، وتطورت المظاهرات إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وشهدت إحراق إطارات في شوارع العاصمة.

 

 

– “العشائر” و”النقابات” تتصدران المشهد

 

 

وفي صورةٍ لافتة دخل على خط الاحتجاجات عشائر أردنية لطالما كانت محسوبة على الدولة؛ كعشيرة “بني صخر” التي أصدرت بياناً اعتُبر شديد اللهجة دعا الأردنيين للاحتشاد في الشوارع، وما هي إلا ساعات على صدور البيان حتى أغلق محتجّون يتبعون لعشائر “بني صخر” طريق مطار الملكة علياء الدولي، وأحرقوا الإطارات، وهو ذات الشيء الذي شهده طريق إربد – عمان، وطريق مأدبا – عمان، وطريق الزرقاء – عمان، وطريق جرش – عمان، حيث توقّفت حركة السير بصورة كاملة.

 

 

– العشائر ترفض وساطات الحكومة

 

وعلم “الخليج أونلاين” عن إجراء اتصالات رسمية بوجهاء عشائر للضغط على أبنائهم من أجل وقف الحراك في الشوارع، إلا أن تلك الوجاهات العشائرية رفضت التدخّل لتكون وسيطاً بين المحتجّين والحكومة، بل إن رموزاً عشائرية أوصلت رسائل غاضبة للحكومة نتيجة موقفها من قانون ضريبة الدخل الجديد، وأكّدت أنها “تقف مع الحراك في الشارع وتسانده”.

 

 

ناشطون رأوا في حديثهم لـ “الخليج أونلاين” أن هذه الاحتجاجات تعيد أجواء الحراك الشعبي الأردني الذي عمّ مناطق المملكة إبان الربيع العربي (2011- 2013) للمطالبة بإصلاح النظام، وتغيير النهج الاقتصادي، وتشكيل حكومات برلمانية منتخبة، وإن كان هذه المرة بصورةٍ أعمق وأشدّ وتوزّعه الجغرافي لم يكن مسبوقاً عن ذي قبل.

 

 

أهالي قبيلة “بني حسن” أصدرت هي الأخرى بياناً حمل عنوان: “طفح الكيل وبلغ السيل الزبى”، ودعت أبناءها للاحتشاد في الشوارع، وهو الأمر الذي دفع القوات الأمنية لإعلان حالة الطوارئ على مستوى قوات الشرطة والدرك، ليبدو المشهد هذه المرة مفتوحاً على مختلف الاحتمالات.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى