تمكن علماء من معهد وايزمان للعلوم من اكتشاف آثار حرائق غير مرئية تعود إلى ما لا يقل عن 800 ألف عام ، وهي واحدة من أقدم الأمثلة المعروفة للاستخدام الخاضع للنار.
وفقا لما ورد فى صحيفة اولد نيوز توقع العلماء ان أشباه البشر القدامى استخدموا النار منذ ما يقرب من مليون سنة ، وهي الفترة التي بدأ فيها الإنسان الماهر انتقاله إلى الإنسان المنتصب. يُعتقد أن النار التي أطلق عليها اسم “فرضية الطهي ” ، لعبت دورًا أساسيًا في تطورنا ، ليس فقط للسماح لأشباه البشر بالبقاء دافئين ، وصنع الأسلحة ودرء الحيوانات المفترسة ، ولكن أيضًا للطهي للقضاء على مسببات الأمراض وزيادة الهضم والقيمة الغذائية للطعام .
المشكلة الوحيدة في هذه الفرضية هي نقص البيانات نظرًا لأن العثور على أدلة أثرية لتقنية الألعاب النارية يعتمد بشكل أساسي على التحديد البصري للتعديلات الناتجة عن احتراق الأشياء بشكل أساسي تغيير اللون و تمكنت الطرق التقليدية من العثور على أدلة واسعة النطاق لاستخدام النار لا يزيد عمره عن 200000 سنة.
في حين أن هناك بعض الأدلة على نشوب حريق يعود تاريخه إلى 500000 عام ، إلا أنه لا يزال متناثرًا ، مع وجود خمسة مواقع أثرية فقط حول العالم تقدم أدلة موثوقة على حريق قديم. باستخدام طريقة رائدة في تطبيق الذكاء الاصطناعي والتحليل الطيفي ، تمكن باحثون من قسم علوم النبات والبيئة في وايزمان سابقًا من العثور على مؤشرات على الاحتراق الخاضع للرقابة على الأدوات الحجرية والتي يعود تاريخها إلى ما بين 200000 و 420.000 سنة ماضية.
طبقوا نفس الأسلوب لتقييم التعرض للحرارة من القطع الأثرية التي تم العثور عليها في Evron Quarry ، وهو موقع من العصر الحجري القديم في الجليل الغربي مع أدوات حجرية وأحافير حيوانية يعود تاريخها إلى ما بين 800000 و 1 مليون سنة ماضية. أظهرت النتائج أنه تم تسخين 26 أداة من الصوان إلى نطاق واسع من درجات الحرارة تجاوز بعضها 600 درجة مئوية. بالإضافة إلى ذلك ، باستخدام تقنية طيفية مختلفة ، قاموا بتحليل 87 بقايا حيوانية واكتشفوا أن ناب الفيل المنقرض أظهر أيضًا تغيرات هيكلية ناتجة عن التسخين.
وفقًا لفريق البحث من خلال النظر إلى علم الآثار من منظور مختلف ، باستخدام أدوات جديدة ، قد نجد أكثر بكثير مما كنا نظن في البداية. يمكن تطبيق الأساليب التي طوروها ، على سبيل المثال ، في مواقع أخرى من العصر الحجري القديم السفلى لتحديد الأدلة غير المرئية على استخدام النار.
علاوة على ذلك ، يمكن أن تقدم هذه الطريقة منظورًا زمانيًا مكانيًا متجددًا حول الأصول والاستخدام المتحكم فيه للنار ، مما يساعدنا على فهم أفضل لكيفية تطور السلوكيات المتعلقة بتكنولوجيا الألعاب النارية من أشباه البشر وقادت سلوكيات أخرى “.
