رئيس الوزراء يستعرض محاور التحرك في خطة التنمية المتكاملة لإقليم صعيد مصر

كتبت: جني محمد

استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، محاور التحرك في خطة التنمية المتكاملة في إقليم صعيد مصر، وذلك خلال تشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لافتتاح عدد من المشروعات الخدمية والتنموية في نطاق إقليم الصعيد.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن جهود التحرك لتحقيق التنمية المتكاملة بإقليم الصعيد تتم على ثلاثة محاور، الأول: تطوير البنية التحتية ومد جسور التنمية، والثاني: تنمية وبناء الإنسان، والثالث: التنمية الاقتصادية وتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية، بجانب المبادرة الرئاسية ” حياة كريمة” لتطوير القرى المصرية.

وفيما يتعلق بالمحور الأول (تطوير التحتية ومد جسور التنمية)، استهل رئيس الوزراء عرضه بقطاع النقل والموصلات، مشيراً إلى أن الدولة المصرية أنشأت وطورت 6600 كم من الطرق، منها 2600 كم إنشاء جديد، و4 آلاف كم كرفع كفاءة وتطوير كامل، لافتاً إلى أن رفع الكفاءة والتطوير لهذه الطرق يعد بمثابة إنشاء جديد، في ظل الحالة التي كانت عليها قبل التطوير، حيث كان معظمها لا يتجاوز حارتين ذهاباً وإياباً، وتحولت إلى 4 حارات على الأقل في كل اتجاه.

وأوضح الدكتور مدبولي أن من بين الطرق التي تم تنفيذها، طريق الصعيد الصحراوي الغربي، وطريق محور ديروط الفرافرة، وطريق هضبة أسيوط الغربية، الذي كان حلماً لأهالي أسيوط، ووجه الرئيس في أحد اللقاءات بالبدء في تنفيذه وتم استكماله بالفعل، ليصبح محوراً تنموياً مهماً يربط مدينة ناصر بغرب أسيوط بمدينة أسيوط نفسها، مشيراً إلى أن المشروع الأهم سيظل إنشاء محاور التنمية على النيل في صعيد مصر، لافتاً إلى أنها ليست مجرد كباري، ولكنها محاور تنموية تربط شرق وغرب النيل على امتداد المحافظات، مشيراً إلى أنه تم وجار تنفيذ 14 محورا على النيل بصعيد مصر بتكلفة تتجاوز 23.5 مليار جنيه، بهدف اختصار المسافة بين كل محور والآخر والتي كانت تصل إلى 100 كم، ليصبح لدينا محور تنموي عرضي كل 25 كم يربط الشرق بالغرب في محافظات الصعيد.

وأضاف مدبولي أنه تم أيضاً تنفيذ 365 كوبري ونفقا في كل مدن ومحافظات الصعيد بتكلفة استثمارية تجاوزت 50 مليار جنيه، الأمر الذي دعا منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن تشير في تقرير مهم جداً لها في 2020 إلى أن الحكومة المصرية طورت شبكة من الطرق، في كل المحافظات التي كان يطلق عليها المحافظات المغلقة في صعيد مصر، والواحات، وبالقرب من البحر الأحمر، بما يسهم في تعزيز النشاط الاقتصادي خارج المناطق الحضرية، ويزيد النفاذ للأسواق والصادرات.

وتطرق رئيس الوزراء إلى تطوير منظومة السكة الحديد، مشيراً إلى أنه تم إنفاق استثمارات بلغت 32 مليار جنيه في تطوير نُظم الإشارات وتجديدات السكك والورش والمزلقانات والوحدات المتحركة، وأيضاً تطوير 46 محطة للسكك الحديدية على امتداد محافظات الصعيد، من بينها محطة الأقصر، ومحطة أسوان، كما تطرق إلى جانب آخر من مشروعات قطاع النقل والمواصلات يتمثل في الموانئ البحرية، التي تم تنفيذها مثل ميناء سفاجا البحري، وميناء الغردقة، وكذا الموانئ البرية مثل ميناء برقين، وميناء قسطل، في أقصى جنوب مصر، كنافذة للتواصل مع أشقائنا في السودان.

كما تناول الدكتور مصطفى مدبولي قطاع الإسكان والمرافق، مؤكداً أن هذا القطاع حظي بأهمية كبيرة في المشروعات الخاصة به، حيث شهد تنفيذ 14 مدينة جديدة من الجيل الرابع للمدن، كما تم في نفس التوقيت تنفيذ 188 ألف وحدة سكنية في كل أنحاء الصعيد، من بينها 125 ألف وحدة إسكان اجتماعي، و 45 ألف وحدة تخدم تطوير العشوائيات والمناطق غير الآمنة، و7500 وحدة إسكان متوسط، بالإضافة إلى 11 ألف وحدة إسكان نوبي وبدوي وأولى بالرعاية، وكلها مشروعات لم تكن موجودة على الأرض قبل 7 سنوات.

كما استعرض رئيس الوزراء ما تم تنفيذه بالصعيد في مجال تطوير العشوائيات، مؤكداً أنه تم إنهاء كل المناطق غير الآمنة التي كانت موجودة في محافظات الصعيد، ومنها منطقة عشش محفوظ في المنيا، ومدينة العمال في المنيا، ومنطقة السماكين في سوهاج، وتطرق إلى سير العمل في مشروع تطوير عواصم المحافظات، الذي وجه به الرئيس مؤخراً ليتم تنفيذ عدد كبير من الوحدات السكنية في المدن القائمة، بالتوازي مع تنفيذ المدن الجديدة، ويتضمن المشروع تنفيذ 500 ألف وحدة، منها 120 ألف وحدة كمرحلة أولى، من بينها 11 ألف وحدة تم بدء تنفيذها بالفعل في محافظات الصعيد.

وفيما يتعلق بقطاع مياه الشرب والصرف الصحي، أشار رئيس الوزراء إلى أنه كان أكثر القطاعات التي يشكو منها أبناء الصعيد، موضحاً أنه فيما يخص مياه الشرب فقد كانت نسبة التغطية في عام 2014 نحو 85%، ثم وصلت النسبة الآن إلى 98%، أما فيما يخص الصرف الصحي، فقد زادت نسبة التغطية من 22% إلى أكثر من 33%، مشيراً إلى أنه من المتوقع مع إنهاء مبادرة “حياة كريمة”، سنقترب من نسبة تغطية 100% بالفعل خلال العامين القادمين، من خلال شبكة كبيرة جداً من المحطات والمشروعات الكبيرة التي قامت بها الدولة.

وفي قطاع الكهرباء، أشار مدبولي إلى رقمين مهمين جداً، أنه في عام 2014 كانت الطاقة الكهربائية المقدمة لمحافظات الصعيد 3400 ميجاوات، ووصلت اليوم إلى 12200 ميجاوات، أي أنه قد تم إضافة حوالي 8.8 ألف ميجاوات تقريباً، بتكلفة تجاوزت 100مليار جنيه، هذا بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات لنقل وتوزيع الكهرباء تكلفت نحو 33 مليار جنيه، ومن خلال هذه المنظومة تم حل مشكلة الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، ومع اكتمال مشروعات النقل والتوزيع وتطوير الشبكة في قرى مصر سيتم الحفاظ على ثبات واستقرار الخدمة على مدار اليوم والسنة.

وأضاف أن محافظات الصعيد، وعلى الأخص محافظة أسوان، حظيت بواحد من أكبر مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة على مستوى العالم، وهو مشروع “بنبان” للطاقة الشمسية، الذي نفذ بإجمالي استثمارات تجاوزت ملياري دولار، وكلها استثمارات للقطاع الخاص، بما يجعله نموذجاً مهماً للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، وهو ما جعل هذا المشروع يفوز بجوائز عالمية كبيرة سواء من البنك الدولي، أو من خلال جائزة التميز الحكومي العربي في العام الماضي، كأحد أفضل المشروعات على مستوى العالم، وعلى مستوى الدولة العربية في توليد الطاقة الجديدة والمتجددة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى