كانت منذ سنوات قريبة معظم المشكلات الخاصة بالانزلاق الغضروفي، يتم علاجها جراحيًا على الرغم من أن بعض الحالات، أو معظمها يمكن علاجها بوسائل متطورة، ولعل أحدثها التقنية والأجهزة الحديثة التي يستخدمها الدكتور محمود أبو العطا، أخصائي العلاج الطبيعي بمحافظة كفر الشيخ، للتخلص من آلام الغضروف والتهاب العضلات وكذلك المفاصل والأربطة.
يقول الدكتور محمود أبو العطا، أخصائي العلاج الطبيعي والسمنة
الدكتوراه الاكلينيكه للعلاج الطبيعى لامراض العظام DPT – جامعة القاهرة، دبلومة أصابات الملاعب – جامعة شيفيلد، وعضو الجمعية الامريكية لعلاج السمنة، إن العمود الفقري يتكون من 33 فقرة تمتد من الرقبة إلى أسفل الظهر، وبين الفقرات قرص يفصل بينها يعمل كوسادة، يتكون من مادة هلامية طرية «الغضاريف» أهميتها تمكين العمود الفقري من الحركة والانثناء في جميع الاتجاهات، لكن عندما تنزلق الأقراص وتخرج من مكانها تثير وتهيج الأعصاب الموجودة في المنطقة مسببة آلاماً شديدة، ما يعرف بالانزلاق الغضروفي.
وأضاف «أبو العطا» أن الانزلاق الغضروفي يحدث في أسفل الظهر نتيجة ضغوط خارجية تسبب ضغطا التوائيا على الفقرات السفلية وعلى الغضاريف الموجودة بينها، ويبدأ المرض عندما تصبح الحلقة الخارجية للفقرات ضعيفة أو ممزقة وتسمح للجزء الداخلي بالانزلاق، وهو ما يسبب انزلاق الديسك، وهي مشكلة تصيب الشباب وكبار السن مابين 20 إلى 50 عاماً على حد سواء.
وأكد «أبو العطا» عادة ما يحدث الانزلاق بسبب ضعف عضلات العنق والظهر التي تعد الداعم الأساسي في العمود الفقري وتحدث انزلاقا للغضاريف الموجودة بين الفقرات العظمية العنقية والقطنية، وقد يكون سبب ضعف عضلات العنق والظهر يعود إلى أسباب وراثية أو حياتية أي النمط الحياتي غير الصحي وطبيعة العمل عند البعض وقلة ممارسة الرياضة والبدانة وإصابات العمود الفقري أو التقدم بالعمر.
وأوضح أن دور العلاج الطبيعي في علاج الانزلاق الغضروفي هو التحكم في الألم واستعادة الحركة وعودة المريض للحياة الطبيعية بتقوية عضلات الظهر والبطنـ واستعادة قوام العمود الفقري، مشيرًا إلي أن العلاج الجراحى يسبب آلام شديدة لا تذهب بأي مسكن كما أنه يتم بالضغط على الأعصاب الحسية فيفقد المريض الاحساس ببعض الأطراف أو الضغط على الأعصاب التى تتحكم في البول أو البراز فيؤدي لوجود عدم التحكم بهم.
وأشار الدكتور محمود أبو العطا، إلي أن أهم وسائل العلاج الطبيعي للانزلاق الغضروفي هي التحكم بأجهزة كثيرة مثل الليزر وهو عبارة عن ضوء تتحول طاقته من طاقة ضوئية إلى مواد كهرومغناطيسية تخدر الألم في المكان المصاب وهو مضاد للالتهاب، بالإضافة إلى الموجات الفوق صوتية والعلاج المائي مثل قربة الماء، كذلك استخدام العلاج اليدوي بالتدليك الموضعي لاقلال التقلص وادخال طرق متقدمة مثل الرش والشد أي رش مادة تقلل درجة الحرارة السطحية ثم سحب العضلة في الاتجاهات العكسية للحد من التقلص، مما يؤدي إلى راحة المريض .
وأضاف «أبو العطا» يتم عقب الانتهاء من مراحل العلاج الطبيعي للمريض، والتي يتم تحديدها بناءً علي نوعية الإصابة ومدي درجتها، إعطاء تمارين علاجية للعمل علي تقوية عضلات الظهر والبطن ليحدث اتزان ما بينهم.
