آثار مناخية بعيدة المدى للسور الأخضر العظيم بأفريقيا

كتبت : مروة الكفراوى

يهدف مشروع “السور الأخضر العظيم” إلى وقف التصحر من خلال زراعة خط ضخم من الأشجار في منطقة الساحل. وتظهر الأبحاث الجديدة أن هذه الأشجار يمكن أن يكون لها تأثير قوي على مناخ المنطقة.

بادرة “السور الأخضر العظيم” في أفريقيا هي خط مقترح من الأشجار بطول 8000 كيلومتر يهدف إلى منع الصحراء من التوسع جنوبا. وتشير عمليات المحاكاة المناخية الجديدة التي تتطلع إلى ماضي المنطقة ومستقبلها إلى أن هذا التخضير يمكن أن يكون له تأثير عميق على مناخ شمال أفريقيا، وحتى خارجه.

وبحلول عام 2030، يهدف المشروع إلى زراعة 100 مليون هكتار من الأشجار على طول الساحل، وهي المنطقة شبه الساحلية التي تبطن الحافة الجنوبية للصحراء.

ويمكن أن يصل خط الأشجار المكتمل هذا إلى ضعف هطول الأمطار داخل منطقة الساحل، كما أنه سيخفض متوسط درجات الحرارة الصيفية في معظم أنحاء شمال أفريقيا وإلى البحر الأبيض المتوسط، وفقا للمحاكاة، التي قدمت في 14 ديسمبر خلال اجتماع الخريف للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي.

ولكن، وجدت الدراسة، أن درجات الحرارة في الأجزاء الأكثر سخونة من الصحراء ستصبح أكثر سخونة. وقد أظهرت الدراسات السابقة أن “الصحراء الخضراء” مرتبطة بالتغيرات في شدة وموقع الرياح الموسمية في غرب أفريقيا.

وقد أدت هذه التغيرات في شدة الرياح الموسمية وكذلك إلى اتجاه الشمال أو الجنوب إلى فترة صحراء خضراء استمرت من حوالي 11,000 إلى 5,000 سنة مضت، على سبيل المثال. بعض من أقوى الأدلة المبكرة على تلك الصحراء الأكثر خضرة في الماضي.

جاءت في ثلاثينيات القرن العشرين، عندما اكتشف المستكشف المجري لازلو ألمازي – أساس بطل فيلم المريض الإنجليزي عام 1996 – كهف العصر الحجري الحديث والفن الصخري في الصحراء الليبية الذي يصور الناس يسبحون.

وترتبط التغيرات السابقة في الرياح الموسمية لغرب أفريقيا بالتغيرات الدورية في مدار الأرض، مما يغير من كمية الإشعاع الشمسي القادم الذي يسخن المنطقة. لكن الدورات المدارية لا تحكي القصة بأكملها، كما يقول فرانشيسكو بوساتا، وهو ديناميكي مناخي في جامعة كيبيك في مونتريال الذي أدار عمليات المحاكاة الجديدة.

ويقول إن العلماء يدركون الآن أن التغيرات في الغطاء النباتي والغبار العام يمكن أن تكثف بشكل كبير تلك التحولات الموسمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى