كوثر بن هنية :”على كف عفريت”يسلط الضوء على الصراع السلطة الدينية

كتبت – إيمان فهمي
قامت المخرجة التونسية الموهوبة كوثر بن هنية بفعل خطأ أثناء اختيار العنوان الإنجليزي لفيلمها “على كف عفريت”، حيث جعلت العنوان The Beauty and the Dogs أي “الحسناء والكلاب” (تنويع على الحسناء والوحش)، وهو عنوان بعيد تماما عن الذهنية الغربية التي تعتبر الكلاب حيوانات أليفة، منزلية، محببة، صديقة للإنسان، تحظى بكل تكريم ومعاملة حسنة وليس كما ينظر إليها في الثقافة العربية والإسلامية.
وكان حريا بكوثر ربما أن تطلق على فيلمها “الحسناء والذئاب”، فهو عنوان مناسب أكثر للفيلم، كما أن العنوان بالفرنسية “الحسناء والأوغاد” أيضا عنوان مناسب أكثر من العنوان العربي للفيلم الذي لا يعكس المغزى الحقيقي للموضوع، فتعبير “على كف عفريت” يشير إلى وضع عام مهتز يمكن أن ينهار في أي لحظة، أي أنه عنوان يخرج الفيلم من الحالة التي يصورها بكل خصوصياتها، رغم كونها بالطبع تعكس حالة انهيار عام في مجتمع ما قبل الثورة في تونس.
كوثر بن هنية تحدثت عن فيلمها لموقع مهرجان كان وقالت إن موضوع الفيلم يعتمد بتصرّف على الحادثة التي وقعت عام 2012 في تونس، أي اغتصاب فتاة من جانب رجال الشرطة الذين يفترض أن يقدموا لها الحماية والأمن، ثم إصرارها على المضي قدما في تسجيل شكوى رسمية ضدهم ومقاضاتهم رغم كل ما مورس عليها من ضغوط وإهانات، بل واتهامات، وفي النهاية كسبت
قضيتها.
وقالت المخرجة التونسية كوثر بن هنية أردت عمل فيلم كوميدي، لكن في ذات الوقت عميق.. كيف يتعرض صاحب السلطة لمخطط شيطاني لإزاحته عن مكانه؟ لأن من يطمع في منصبه يدرك مدى القوة التي سيمتلكها إذا وصل لهذه السلطة .
وأضافت الفكرة الأساسية هي مفهوم السلطة، هو صراع دائر في البنك وفي الشركة وفي كل مكان، لكني اخترت أن أسلط الضوء هنا على الصراع على السلطة الدينية من خلال الجامع .
ورغم أن الفارق الزمني بين بطيخ الشيخ والفيلم القصير السابق لكوثر بن هنية يد اللوح خمس سنوات، فإن ثمة روابط تجمع بين الفيلمين.
كوثر بن هنية: الفيلم يسلط الضوء على الصراع على السلطة الدينية من خلال الجامع
وقالت في فيلمي القصير السابق ظهرت شخصية الإمام الذي كان يدرس القرآن للأطفال، وكانت شخصية ثانوية في الفيلم، وعندما بدأت كتابة بطيخ الشيخ أخذت هذه الشخصية وطورتها وبنيت عليها الفيلم الجديد .
وبينما تضع كوثر بن هنية عينها على ردود فعل الجمهور وتفاعله مع فيلمها القصير بطيخ الشيخ ، فإن قلبها لا يزال معلقا بفيلمها الروائي الطويل على كف عفريت الذي رشحته تونس هذا العام لتمثيلها بالمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وقالت كان من المفترض ترشيح الفيلم للأوسكار بالعام الماضي، لأن وقتها كان لدينا موزع أميركي يخطط لأن يقود حملة ترويج للفيلم بعد ترشيحه حتى يزيد من حظوظ الفيلم، لكن للأسف تم ترشيح فيلم آخر .
وأضافت هذا العام أعتبر ترشيح الفيلم للأوسكار تعويضا عمّا جرى، لكن يبدو أن الوقت فات، لأننا لن نستطيع عرضه بالولايات المتحدة الآن، وبالتالي أرى حظوظه أقل بكثير رغم إيماني التام بالفيلم وموضوعه .
ويتناول الفيلم قصة فتاة جامعية تذهب إلى حفل وتتعرف هناك على شاب، وعند مغادرتهما المكان للسير قليلا على شاطئ البحر تتعرض الفتاة للاعتداء من عناصر تنتمي إلى الأمن فتبدأ رحلة بحث عن حقها المسلوب.
وحاز الفيلم على العديد من الجوائز من المهرجانات العربية خلال 2018، كما فازت بطلته مريم الفرجاني بجائزة أفضل ممثلة ضمن جوائز النقاد التي يمنحها مركز السينما العربية.
وقالت كوثر بن هنية للأسف لا أضع آمالا كبيرة على الوصول للقائمة النهائية التي ستضم خمسة أفلام فقط، إذا كانت لديك 180 دولة كل منها تتقدم بفيلم للمنافسة، فالفرصة هنا لا تبدو كبيرة في ظل غياب الدعاية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى