تقريرثقافةصوت العربمنوعات

هل جزاء الإحسان يكون كجزاء سنمار فى بعض الأحيان ؟.. تعرف على الإجابة

كتبت روفيدة جابر

و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، لكن فى بعض الأحيان يكون جزاء الإحسان كجزاء سنمار .

تعود قصة هذا المثل إلى عقود من الزمان الغابرة عندما أراد الملك النعمان ملك الحيرة بالعراق ان يبنى قصرا له لا يضاهى اى من قصور الممالك التى حوله ، قصرا عظيما ذات فخامة ليكون ايقونته فى العراق و معلما بارزا فيها .

امر الملك النعمان رجال قصره و الخاصة من مستشاريه ان يبحثوا له فى أنحاء العراق كافة عن أمهر البنائين و المهندسين لكى يقوموا بتنفيذ و بناء هذا القصر ، و بعد فترة ليست بقليلة من البحث وجدوا المهندس سنمار امر الملك النعمان بإحضاره إلى بلاط قصره و عندها اخبره الملك ” انه يامره ببناء قصرا لم ير مثله الناس قط بل و يبقى أمد الدهر ايقونه و تحفة معمارية و ستكون لك مكفاءة لم تتوقعها” . فرح سنمار بهذا الامر بل و وجده شرفا عظيما له .

بدا سنمار بالعمل و رسم القصر و شرع فى البناء إلى أن اتمه و انتهى من بناء أعظم تحفة معمارية فى العراق انذاك .

بعد الانتهاء من بناء القصر، ذهب سنمار إلى النعمان وقال له: «قصرك جاهز الآن، ينتظر قدومك يا مولاي». فرح الملك النعمان بالخبر، وكان مشتاقًا ومتلهّفًا لرؤية الق صر، ولمّا حضر أُعجب ببنائه، وشكر سنمار على جهده وبراعته وفنّه، وقال: «ما كنت أتخيّل أبدًا أن القصر سيكون بهذه الفخامة والجمال! إنّك تستحق جائزة كبيرة».

وبعد أيام، انتقل الملك ليسكن في قصره الجديد، وأرسل في طلب سنمار. حضر سنمار وقابل الملك النعمان الذي طلب منه أن يتجوّل معه في جوانب القصر، وأن يعرّفه بغرفه وقاعاته.

طاف النعمان وسنمار في جميع جوانب القصر، ثم صعدا إلى سطحه. كان السطح عاليًا، وكان منظر المدينة من بعيد جميلًا. ثم سأل النعمان، سنمار: «هل هناك قصر مثل هذا؟»، فأجابه سنمار: «لا يا مولاي». ثم سأله الملك: «وهل هناك بنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟»، أجاب سنمار: «لا يا مولاي»، ثم تابع سنمار مفتخرًا: «ألا تعلم يا مولاي، أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد، وإذا أزيل هذا الحجر سينهدم القصر»، فقال الملك: «وهل غيرك يعلم مكان هذا الحجر؟»، فرد عليه سنمار: «كلا».

فكّر النعمان سريعًا، وقال في نفسه: «إذا عاش هذا البنّاء فسيبني قصورًا أخرى أجمل من هذا القصر.. ليس هناك غير حلّ واحد». وأشار إلى بعض جنوده، وهمس لهم برمي سنمار من أعلى سطح القصر. وعلى الفور، أمسك الجنود بسنمار، وألقوه من فوق السطح، ومات في الحال.

ومن وقتها، أصبح يُسمى من ينال شرًّا مقابل خير فعله «جزاء سنمار».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى