الأسد يرد الجميل لـ “روسيا وإيران ” .. وانقسام الداخل السوري بين مؤيد ومعارض

كتب حسام الجبالي 

بدء النظام السوري والمتمثل في الرئيس “بشار الأسد  ” فى دفع فواتير البقاء  فى الحكم واستعادة السيطرة علي أغلب البلاد ، حيث قرر الأسد  رد الجميل لروسيا وإيران ، وجاء الرد عن طريق منحه للرئيس  الروسي فلاديمير بوتين ، ميناء “طرطوس السوري “ليصبح موضع قدم عسكري وتجاري قوي لروسيا في الشرق الأوسط ، وهو ما يعد “نصرًا إسترتيجيًا” لموسكو التي سعت دائمًا إلى إيجاد موطئ قدم لها، طويل الأمد، في

المياه الدافئة .

روسيا تسيطر علي ميناء ” قرطوس”  لمدة نصف قرن

ومن المقرر أن  روسيا ستسيطر على ميناء طرطوس السوري لقرابة النصف قرن ، هذا ما كشفه نائب الرئيس الروسي يوري بوريسوف، عقب ختام محادثات أجراها في دمشق مع الرئيس السوري، بشار الأسد، السبت الماضي ، مضيفًا أن موسكو قد تستأجر الميناء الواقع على شواطئ البحر المتوسط لمدة 49 عامًا.

كما وضح نائب الرئيس الروسي  أن القرار بشأن إيجار الميناء لروسيا تم اتخاذه أثناء جلسة للجنة الحكومية المشتركة بين الدولتين، مشيرا إلى أن هذا القرار سينعكس إيجابا على التبادل التجاري بين البلدين، كما أنه سيخدم الاقتصاد السوري.

ووقعت موسكو ودمشق في وقت سابق، على اتفاقية حول توسيع مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي في طرطوس. وتسمح الاتفاقية بتواجد 11 سفينة حربية، بما في ذلك والنووية منها في آن واحد، لمدة 49 عاما، مع إمكانية التجديد التلقائي لفترات لمدة 25 عاما.

وتنص الاتفاقية، التي بدأ تطبيقها في 18 يناير 2017، بأن تتولى روسيا حماية مركز الإمداد التابع لأسطولها، في البحر والجو، فيما تتولى سوريا الدفاع عن المركز من البر.

وتنص الوثيقة، على وجه الخصوص، على أن يسلم الجانب السوري لروسيا للاستخدام المجاني طوال مدة الاتفاق، الأراضي والمياه في منطقة ميناء طرطوس، فضلا عن العقارات التي لم يتم الإعلان عنها رسميا.

ردود فعل متباينة حول التأجير 

وصاحب  إعلان بوريسوف طرح عقد تأجير الميناء لروسيا لمدة 49 عاماً ردوداً سورية متباينة بين معارض ومؤيد.

وفقا للجانب المعارض، ندّدت المعارضة في سوريا  “بكثرة إعطاء امتيازات للحليف الروسي الذي بدأت الشراكة معه في سبتمبر  في العام 2015، في وقت خسرت السلطة مساحات واسعة من البلاد في أوجّ النزاع المسلح على امتداد الرقعة السورية”، ولا تخفِ المعارضة أن الميناء يأتي ضمن صفقات رد الجميل  لروسيا، مع توقّع المزيد من الامتيازات في المستقبل القريب للحليف الإيراني.

كما أدرجت المعارضة هذه الاتفاقية، إن نُفّذت، ضمن ما يقارب 30 اتفاقية تمنحها دمشق إلى حلفتَيها روسيا وإيران. كما أكدت المعارضة، إن ميناء اللاذقية تحت سيطرة من الجانب الإيراني أيضاً.

 وأعتبر عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض هشام مروة، أن تأجير الميناء يأتي لسداد فاتورة للروس، كنوع من الوفاء له، وأكد في تصريح “أنه عقد إذعان لسداد الدين، والأخطر أن روسيا ستدير كل المنتجات، وواردات السوريين ستمر تحت إدارة روسية”. ولعل المعارضة التي لا توافق على هذا التطور غير الملزم لها، وتنبّه إلى ضرورة إعادة النظر بكل الاتفاقيات وهي قابلة للتفكيك، تأمل أن تكون الاتفاقية حبراً على ورق.

أما على الجانب المؤيد خفّف من حدة الاتهامات في ما يخص تأجير الميناء، مشيرا أن نظام التأجير يشبه نظام الاستثمار دولياً(BOT)  وهو نظام استثماري معمول إذ يتولى مستثمر من القطاع الخاص بعد ترخيص من الدولة، تشييد مشروعات أو استثمارها مدة تتراوح عادة بين 30 أو 40 عاماً.

وقال الاقتصادي محمد حاج عيسى، أن “لفكرة التأجير فائدة اقتصادية ستقطف ثمارها سوريا، بفضل التجارة البينية، وستمنح زيادة في التبادلات التجارية، ومما لا شك في أنها ستنعكس انتعاشاً للاقتصاد السوري والروسي على حد سواء”، وأردف قائلاً “لا يمكن أن نخفي أن الفائدة تعود للسوريين والروس معاً، والأخيرة هي الأقدر على الاستثمار المذهل وتمتلك الخبرة الواسعة في المجال التجاري البحري، أنا مع استثمار الميناء، بغض النظر عمّن هو المستثمر، فإنه بالتأكيد سينعش الأسواق ويفك الحصار المفروض على سوريا

 نبذة تاريخية عن ميناء “طرطوس “

ويشير الموقع الرسمي لميناء طرطوس على الإنترنت، إلى أن تأسيسه كان في عام 1969، أي قبل عامين فقط من توقيع اتفاق بين الاتحاد السوفييتي السابق وسوريا اتفاقًا لبناء قاعدة عسكرية بحرية سوفييتية في مدينة طرطوس لدعم الأسطول السوفييتي في البحر الأبيض المتوسط.

 و يمتلك ميناء طرطوس ميزات فنية تؤهله ليكون ضمن المرافئ المتطورة ، ويعتبر من اكبر المواني في روسيا  ، ويشغل  الميناء حاليا مساحة 3 مليون متر مربع منها 1.2 مليون متر مربع مساحة الأحواض المائية و1.8 مليون متر مربع ، ومساحة الساحات والمستودعة مجهزة بالإنارة الجيدة وشبكة إطفاء ومخدمة بشبكة من الطرق البرية والحديدية المرتبطة بالشبكةالعامةللخطوط الحديدية في القطر إضافة إلى الآليات والتجهيزات والزوارق متنوعة المواصفات والقدرات كي تلبي حاجة عمليات الاستثمار وتناول البضائع.

 وتم تصميم الميناء من قبل شركة كامب ساكس الدانمراكيه المتخصصة بتصميم المرافئ. بدء بناؤه 1-5-1960 من قبل مجموعة شركات عربية واجنبية فجاء وفق أحدث التصاميم التى تلبى حاجة خدمة البواخر فى التحميل –التفريغ والتخزين .. وتم إكمال المرحلة الأساسية فى عام 1966 وبدء بإستثماره بشكل محدود منذ 5/7/1966 حيث كان عبارة عن رصيف واحد بطول /500 /م مع عدد محدود من الآليات والمستودعات والساحات الترابية.

الاستفادة الروسية من ميناء طرطوس

ميناء اللاذقية 

كما منح ” الأسد أيضا الجانب الإيراني، ميناء اللاذقية لتأمين طريق تجاري من طهران إلى البحر المتوسط.

هذا ما جاء في تقرير مطول لصحيفة التايمز البريطانية، التي ذكرت بأن طهران تنظر إلى ميناء اللاذقية باعتباره بوابة للشرق الأوسط.

وفي تفاصيل الصفقة أوضحت التايمز البريطانية أن المحادثات بين طهران والنظام، بدأت عندما زار بشار الأسد طهران الشهر الماضي، وذلك لنقل إدارة ميناء الحاويات في اللاذقية إلى الإيرانيين اعتبارا من مطلع تشرين الأول القادم.

وبحسب تقرير الصحيفة فإن هذه الخطوة من شأنها أن تسمح لإيران بالوصول بدون عوائق إلى منشأة تضم 32 مستودعاً، وكانت تحتوي ثلاثة ملايين طن من الشحنات عام 2010، وذلك وفق الإحصاءات المتداولة عن الميناء قبل بدء الحرب.

التايمز كشفت أن الشركات الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني بدأت بالفعل بشحن بضائع عبر الميناء، مما يشير إلى أن طهران قد تستخدمها كطريق بديل لنقل الأسلحة إلى سوريا وبالتالي تسهيل نقلها إلى مليشيا حزب الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى