انطلقت أمس الثلاثاء 23 إبريل 2024، في أبو ظبي، أعمال الورشة الإقليمية “إعلام صديق عزيز للطفولة” بالشراكة بين كل من المجلس العربي للطفولة والتنمية والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة وجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” واليونيسف، وذلك بأبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
سمو الأمير عبد العزيز بن طلال:
ندعو إلى بناء ثقافة إعلامية جديدة تدعو إلى إعمال وصون حقوق الطفل
وقد شهد الافتتاح كلمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “اجفند”، القاها نيابة عن سموه سعادة الدكتور ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “اجفند” أشار سموه خلالها بأن ورشة اليوم تأتي في ظل تحولات هائلة في مجال الاتصال والإعلام مفهوماً ونمطا ً ومضموناً، ولا نبالغ إذا قلنا أن الإعلام اليوم وما يقوم به من أدوار ووظائف أسهم في تغيير شكل الحياة على وجه الأرض على كافة المستويات الثقافية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وكان طبيعيا أن يصل تأثيره إلى قضايا حقوق الطفل إيجاباً وسلباً، وعلى الطفل ذاته بعد أن صار الطفل مشاركاً فيما يُقدّم وصانعاً للمحتوى، وليس فقط متلقيا للمضامين الإعلامية. كما دعا سموه أن تكون هذه الورشة خطوة فاعلة نحو توطيد العمل المشترك لبناء ثقافة إعلامية جديدة تدعو إلى إعمال وصون حقوق الطفل، واحترام تنوع الثقافات، وتقبل الاختلافات، ونشر التسامح والحوار والتعاون، بما يضمن بناء أجيال قادرة على التعامل مع المستقبل بوعي والدخول لمجتمع المعرفة والثورات الصناعية المتلاحقة بتمكن واقتدار.
سمو الشيخة فاطمة المبارك:
نحن بحاجة ماسة اليوم إلى تعزيز التأثير الإيجابي للإعلام على الطفل
في حين جاءت كلمة صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية؛ والتي القتها نيابة عن سموها سعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، مؤكدة على أن الموضوع الذي تتناوله الورشة يمثل إحدى القضايا المفصلية في مجتمعنا، خصوصا وأنه يمس شريحة هي لبنة لكل المجتمعات، وهي الأكثر تعرضا وتأثراً بما يعج به الفضاء الإعلامي من محتويات متفاوتة ومتنوعة من حيث مضامينها وجودتها. مضيفة سموها بأن الإعلام يمثل أحد أهم المؤثرات التي يتعرض لها الطفل على مستوى العالم أجمع، ونحن بحاجة ماسة اليوم إلى تعزيز التأثير الإيجابي للإعلام على الطفل، لبناء يستوعب متطلبات العصر ومستجدات التطور والحداثة وينفتح عليها دون تفريط، ويسخرها لصالح واقعه ووطنه ومستقبله.
السفيرة د. هيفاء أبو غزالة:
وضعت الجامعة العربية مع الشركاء منهجاً للارتقاء بقضايا الطفولة في المجال الإعلامي
كما ألقت معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية كلمة أكدت خلالها إن جامعة الدول العربية تضع نصب أعينها تهيئة بيئة إعلامية على المستوى العربي داعمة لحقوق الطفل، في عالم غدا فيه الإعلام مفتوحا على كل الاحتمالات وعلى العديد من الخيارات، بفضل التقدم العلمي والتقني في وسائل التواصل الاجتماعي والفتوحات المذهلة في عالم الإنترنت والتطبيقات المبتكرة إضافةً إلى التعدد الهائل في القنوات الفضائية، مضيفة معاليها إنه من هذا المنطلق وضعت الجامعة مع الشركاء منهجاً للعمل عليه منذ سنوات للارتقاء بقضايا الطفولة في المجال الإعلامي، اضاء الكثير من الحقائق حول الطفولة في وسائل الاعلام من انتهاكات وتجاوزات للأخلاقيات المهنية في الأداء الإعلامي واستخدام للمصطلحات التي تنتهك حقوق الطفل، الأمر الذي دعا إلى تكريس هذا المنهج لتمكين وسائل الإعلام والإعلاميين من المعرفة والدراية بحقوق الأطفال ويعزز الوعي بحقوقهم على أوسع نطاق ممكن.
حضر الورشة – التي تستمر حتى يوم 25 إبريل 2024 – عددا من الشخصيات الرفيعة من أبرزهم جلالة الملكة عزيزة أمينة حرم جلالة ملك ماليزيا، والدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية، والفنان أحمد حلمي والفنانة شيماء سيف، والإعلاميات البارزات منى الشاذلي ونشوى الرويني ونادية الزعبي وماما انيسة، إلى جانب ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات الإماراتية ذات العلاقة والخبر اء والإعلاميين من 7 دول عربية. وقامت بالتقديم الطفلة السورية شام البكور الفائزة بجائزة تحدي القراءة.
وقد شهدت الورشة في اليوم الأول – والتي تستمر ثلاثة أيام – جلسة حوارية للأطفال حضرها أعضاء برلمان الطفل الإماراتي بإدارة من الفنانة شيماء سيف تناولت الأثر الإعلامي على الوعي البيئي والمناخي لدى الأطفال، الذين أكدوا خلال الجلسة أهمية الحفاظ على البيئة من خلال الرجوع إلى ممارسات الأجداد في الحفاظ على البيئة مع استمرار العمل على نشر التوعية. وكذلك تكريم المؤسسات الإماراتية التي فازت بجائزة المؤسسات الصديقة للطفولة والأسرة التي تنظمها جامعة الدول العربية، إلى جانب تكريم عدداً من الجهات الإعلامية لدعمها لقضايا الطفولة على المستوى المحلي.
كما تم عقد جلستين الأولى بعنوان “كيف يؤثر الإعلام على تشكيل هوية الطفل وتطوره” تحدث فيها الفنان أحمد حلمي وحاوره خلالها الإعلامي فهد هيكل، والجلسة الثانية “أثر الإعلام على نفسية الطفل” تحدثت خلالها الإعلامية منى الشاذلي والدكتورة ناديا بوهناد الاستشارية النفسية والتربوية وأدارت الحوار الإعلامية نشوى الرويني.
وتستكمل الورشة خلال اليومين القادمين مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بحقوق الطفل وأثر وسائل الإعلام عليها، مثل واقع حقوق وسياسات رفاه الطفل في الدول العربية، والإعلام وقضايا التغير المناخي، والإعلام والـتأثير على الصحة النفسية، إلى جانب كيفية تطبيق المبادئ المهنية لمعالجة قضايا حقوق الطفل على مستوى المعالجة والصورة.
يذكر بأن هذه الورشة تأتي في إطار تنفيذ مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، وإدراكا لما يقوم به الإعلام اليوم من دور مؤثر في حياة وتنشئة أطفالنا، وتنفيذاً لتوصيات لجنة الطفولة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، وذلك بهدف إكساب الإعلاميين خلفية معرفية حول حقوق الأطفال وقضاياهم الملحة، وتمكينهم من مهارات تفعيل وسائل الإعلام لحماية حقوق الطفل ورعايته، وتضمين ذلك في الرسائل والبرامج الإعلامية بهدف رفع مستوى وعي أفراد المجتمع وصانعي القرار بقضايا الطفولة وحقوقهم وحمايتهم.