قام السفير الفرنسي في القاهرة، ستيفان روماتيه، مساء الاثنين 7 مايو الجاري، قائد الأوركسترا المصري، هشام جبر، وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب بدرجة فارس.
وعقب حصوله على الوسام المرموق، علّق المايسترو هشام جبر على الوضع الثقافي الحالي في المنطقة العربية قائلا: “أولا، أود أن أهدي هذا الوسام إلى كل الزملاء الفنانين العاملين في مجالات الثقافة والفنون في عموم الوطن العربي، ممن لا يجدون التقدير والدعم والرعاية، وعلى الرغم من ذلك، يناضلون في مجالات لا تزال مهجورة في أوطاننا.
إن دور هؤلاء في مستقبل الثقافة هو دور الجندي المجهول في المعركة، فهؤلاء بحق هم خط الدفاع الأول في وجه التطرف والإرهاب، وما نواجهه من تحديات كبيرة تتمثل في تغير الخريطة الثقافية في الوطن العربي على نحو جذري.
كما قال ” هشام جبر ” هناك دول لم يكن لها اختلاط كبير بالثقافة والفنون، فتحت أبوابها للمعارض والمتاحف وقاعات الحفلات ودور السينما، وبدأت في دعم الفنون واستقطاب الخبرات وبناء المؤسسات الثقافية والفنية والأكاديمية، بينما تنخفض ميزانيات دول أخرى تضم مؤسسات وأكاديميات فنية وثقافية لعدم اهتمام تلك الدول بألوان الثقافة والفنون الرفيعة التي لا تتمكن من جذب قاعدة عريضة من الجماهير”.
وأعرب هشام جبر عن تفاؤله بمستقبل الثقافة قائلا: “بصفة عامة، أجد أن الاهتمام بالثقافة في الوطن العربي يزيد، وهناك أمل كبير في مستقبل مزدهر لذلك القطاع الهام، وأتمنى أن تدرك الإرادات السياسية بعرض الوطن العربي وطوله، وبعد كل الدماء والأموال المهدرة في الحروب والصراعات والنزاعات العرقية والدينية، أن ما يجعل الإنسان إنسانا هي الثقافة.. هي الفنون.. هي الاستثمار في الإنسان، وفي تربيته وتثقيفه حتى نخرج من تلك الدوائر الجهنمية الدموية التي لا نزال ندور فيها”.
وتابع المايسترو حديثه قائلا: “أرى أن لدى الوطن العربي كل الخبرات والإمكانيات المادية الكافية لإنشاء قاعدة ثقافية فنية أكاديمية، قادرة على المضي قدما نحو مستقبل واعد لأجيال تستحق منا أن نعمل من أجلها. لا شك أن الاستعانة بالخبرات الأجنبية من دول أوروبا وروسيا وأمريكا هو ضخ لخبرات نحتاجها في مجال الفنون الكلاسيكية حيث أعمل، إلا أننا لا بد وأن نتوجه لمواهبنا العربية التي تزخر بها المنطقة، والتي لا نعاني من نقص فيها على الإطلاق، بل على العكس تماما.. ذلك ما سيجذر النهضة الثقافية العربية في المنطقة”.