ام تقتل ابنتها …بسبب الصراخ المستمر من الجوع

 

كتبت :ياسمين محمد

الفقر والجهل وجهان لعملة واحدة ، متى اجتمعا في بيئة تفككت الروابط الاجتماعية بين أفرادها وتزداد الجريمة بكل صورها بل وتصبح شيئا أساسيا من هذا الواقع ، ام تجردت من مشاعر الامومة وتقتل ابنتها تبلغ من العمر خمس سنوات بسبب الصراخ المستمر .

كانت «فريال» ناقمة على حياتها ،  تتشاجر مع زوجها بسبب ضيق العيش .. حاولت مساعدته والعمل في أي حرفة ولكنها اكتشفت أنها حامل فتحملت مجبرة ومرت الأيام وأنجبت «فريال» ولدا وبنتا، والأمر يزداد سوءا حتى أصبح الفقر صديقا مقربا لأسرتها لا يفارقها أبدا .. وكثرت مشاجراتها مع زوجها حتى ضاق ذرعا بما تفعله معه .. ومع أول فرصة اشترك في عملية نصب مع أحد أصدقائه وتم القبض عليه وحكم عليه بالسجن 3 سنوات ، عملت خلالها «فريال» خادمة في احد المنازل حتى تستطيع توفير نفقات صغيريها .

خرج زوجها من السجن وعادت الحياة كما كانت ، زادت متطلبات الأسرة الصغيرة وتشاجر الزوجان وأصر الزوج على منعها من العمل فى المنازل ،ووعدها بأن يتكفل هو بما يحتاجونه ،التزمت «فريال» بكلام زوجها ولكن هيهات فقد كانت وعوداً واهية ليس أكثر حتى كان ذات يوم نضب فيه مخزون البيت من المأكل والمشرب وتشاجرت معه فخرج يبحث عن صديق له يقترض منه مبلغا يشترى به طعاماً لطفليه واللذان تضورا جوعا .

جلست «ملك» الطفلة الصغيرة ذات الخمس سنوات ، تبكى من الجوع وتطلب من والدتها ان تحضر لها شيئا تأكله، أمرتها والدتها بأن تنام حتى يأتي أبوها بالطعام ولكن ازداد صراخ الطفلة الصغيرة ، نظرت الأم لابنتها نظرات غريبة ، دخلت المطبخ أحضرت سكينا وفجأة تجردت من مشاعر الأمومة والرحمة وذبحت ابنتها لتسكتها عن الصراخ للأبد ،وسط صراخ ابنها الأكبر والذي سقط مغشيا عليه من هول الصدمة ، اعترفت الأم بجريمتها فى النيابة دون أن تذرف عيناها دمعة واحدة مما أثار شكوك رئيس النيابة وأمر بإيداعها مصحة نفسية للكشف عن مدى صحة قواها العقلية ليأتي تقرير المصحة بأنها سليمة ،فتأمر النيابة بإحالتها لمحكمة جنايات المحلة الكبرى .
وبعد تداول القضية قضت المحكمة برئاسة المستشار ضياء الدين أبو الوفا وعضوية المستشارين محمد السعدنى وعصام سلمان بمعاقبتها بالسجن المشدد 15 سنة .

وقالت المحكمة إن الجريمة قد خرجت عن الناموس المعتاد لاسيما أن الفقر ليس دافعا لاقتراف الجريمة وان كانت المتهمة ليست مريضة عقليا أو نفسيا ولكنها مريضة بالجهل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى