وزيرة التعاون الدولي تستعرض الجهود الوطنية والشراكات القائمة مع المنتدى الاقتصادي العالمي لتسريع وتيرة التنوع والشمول الاقتصادي

كتبت: اية ابو الدهب

واصلت د. رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، مشاركاتها في فعاليات مؤتمر دافوس 2023،  حيث تحدثت في العديد من الفعاليات والجلسات النقاشية حول الشراكاتبين القطاعين الحكومي والخاص لتعزيز التجارة والاستثمار، وكذلك مناقشة الابتكار والتكنولوجيا ودورهما في دفع مرونة الاقتصاديات، إلى جانب جلسة نقاشية لمناقشةنتائج مؤتمر التنوع البيولوجي بمونتريال من اجل دفع العمل المناخي، وذلك إلى جانب العديد من شركاء التنمية والمنظمات الدولية وقادة الاقتصاد ومؤسسات القطاعالخاص.

*الشراكات في مجال التجارة والاستثمار*

وشاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في الجلسة النقاشية حول الشراكات في التجارة والاستثمار من أجل تعزيز جهود التنمية، والتي ناقشت تسريعالشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص في مجالي التجارة والاستثمار لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز عملية بناء القدرات.

وفي كلمتها تحدثت وزيرة التعاون الدولي، عن أوضاع التجارة العالمية والاستثمار في الوقت الراهن وتأثرها بالتداعيات الاقتصادية والجيوسياسية بسبب جائحة كوروناوالحرب الدائرة في أوروبا، مشيرة إلى توقعات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارةأونكتاد، والذي توقع أن تتجاوز التجارة العالمية نحو 32 تريليون دولار في عام 2022، وأنيؤثر التباطؤ الذي حدث في النصف الثاني من العام وتوقعات عام 2023 على نمو التجارة العالمية؛ واتساقًا مع ذلك فإن منظمة التجارة العالمية تشير إلى توقعات بانخفانمو التجارة ليسجل 1% نزولًا من 3.4% في وقت سابق لذات الأسباب.

وأشارت إلى أنه عقب جائحة كورونا تراجعت التجارة في البلدان النامية بشكل كبير، لاسيما على مستوى الصادرات، لافتة إلى أن مشهد التجارة الدولية يتغير منذجائحة كورونا حيث يشير تقريركوفيد والتجارة الإلكترونية نظرة دولية، إلى أن مساهمة التجارة الإلكترونية عالميًا متوقع أن تزيد إلى 20.8% في عام 2023، ثم23% في عام 2025 وقد ساهمت الجائحة في تحول كبير نحو التجارة الإلكترونية.

وشددتالمشاط، على أهمية الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص وقدرتها على مواجهة التحديات التنموية بشكل عام لاسيما المتعلقة بالتجارة الإلكترونية،انطلاقًا من قدرة القطاع الخاص على امتلاك الموارد المالية والخبرات الفنية لسد الفجوات لدى القطاع الحكومي، مشيرة إلى تقرير منظمة التجارة العالمية الذي يشير إلىنمو الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لاسيما في التحول الرقمي والتجارة الإلكترونية، وضرورة التوسع بشكل أكبر في هذه الشراكات لمواكبة متطلبات التنمية.

على المستوى المحلي قالت وزيرة التعاون الدولي، السوق المحلية تشهد نموًا مطردًا في قطاع التجارة الإلكترونية لتحتل المرتبة الـ44 عالميًا، وتتوقع الإحصائيات الدوليةأن تنمو التجارة الإلكترونية في مصر بنسبة 18.6% بين عامي 2021 و2025، مشيرة إلى أن مصر تعمل على تحفيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لفتحآفاق النمو في مختلف لمجالات وفي هذا السياق فإن وزارة التعاون الدولي تعمل من خلال الشراكات الدولية ومن بينهامحفز سد الفجوة بين الجنسين، على التوسعفي جهود تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا وزيادة مشاركتها في سوق العمل.

*جلسة رفيعة المستوى لمناقشة التحديات العالمية*

في سياق آخر شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في جلسة مُغلقة رفيعة المستوى إلى جانب عدد كبير من قادة الاقتصاد على مستوى العالم، لمناقشةالتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي والإعداد لعصر جديد يواكب المتغيرات الراهنة، إلى جانب السيد/ بورجي برندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي.

وفي كلمتها قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن جائحة كورونا والتحديات الراهنة كشفت عن هشاشة النظام العالمي على المستوى الاجتماعيوالاقتصادي، وعززت الحاجة إلى ضرورة تعزيز الجهود للتكيف مع المخاطر والصدمات والاستثمار في مرونة الاقتصاديات، موضحة أن الحرب الروسية الأوكرانية فاقمتهذه التحديات وتسببت في ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم وتراجع معدلات النمو بسبب التقلبات في الأسواق المالية.

وتحدثت وزيرة التعاون الدولي، عن تأثير الأزمات المتتالية على قارة أفريقيا وتقدمها نحو تنفيذ أجندة التنمية 2063، وزيادة معدلات الفقر والحد من مكتسبات التنمية،مشيرة إلى أن تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تشير إلى أن بلدان قارة أفريقيا يمكن أن تستعيد مستويات النمو ما قبل جائحة كورونا بعد 5 سنوات منالآن.

وأكدتالمشاطأن التعاون بين بلدان الجنوب سيلعب دورًا حيويًا في الفترة المقبلة، من أجل لتعزيز جهود تبادل الخبرات والتجارب التنموية بين بلدان الجنوب العالمي،مما يعمل على تسريع وتيرة النمو، ويعزز قدراتها على إيجاد الحلول لمواجهة تحديات التنمية، والوصول إلى المعرفة، لافتة إلى أن التجارة بين بلدان الجنوب ارتفعتلتتجاوز 5.3 تريليون دولار في عام 2021.

وقالت إنه من أجل تحفيز التعاون بين بلدان الجنوب، فقد عقدت وزارة التعاون الدولي، منصة التعاون التنسيقي المشترك حول التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي،بشأن الاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في مجال التعاون الإنمائي، والمشروعات المنفذة مع الشركاء الدوليين، في قطاعات التنمية المختلفة، والخبرات المتراكمة علىمدار عقود، في تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، لنقل الخبرات والتجارب بما يعزز التكامل بين الدول النامية والاقتصاديات الناشئة ودول قارة أفريقيا.

*جلسة نقاشية حول تحفيز الابتكار وبناء الشراكات الجديدة*

وشاركت وزيرة التعاون الدولي، في الجلسة النقاشية التي استضافها معهد توني بلير للتغير العالمي، وأدارها السيد/ توني بلير رئيس المعهد، خلال فعاليات منتدىدافوس، لمناقشة سبل تحفيز الابتكار وبناء الشراكات الجديدة التي تعزز جهود التنمية، بمشاركة 15 من قادة الاقتصاد وممثلي الحكومات من بينهم رؤساء وزراء اليونانوألبانيا، ووزير الاتصالات برواندا، ووزراء من غانا وأنجولا، والعديد من ممثلي شركات القطاع الخاص وشركات التكنولوجيا.

وأوضحتالمشاط، أن بناء القدرة على المرونة لن يتأتى بدون التحول الرقمي الشامل، لافتة إلى دراسة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي وماكنزي آند كمباني،والتي شددت على أهمية التحول الرقمي كواحد من العوامل الأساسية للمرونة التي تعزز النمو الشامل. وأشارت إلى أن الاقتصاد الرقمي يسهم بنسبة 15% من الناتجالعالمي، وينمو 2.5% أسرع من الناتج المحلي التقليدي.

وأكدت وزيرة التعاون الدولي، على أهمية الرقمنة التي تعتبر مكون رئيسي في كافة أهداف التنمية المستدامة، لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى أنزيادة الاستثمار في التكنولوجيات الجديدة يعزز قدرة الاقتصاديات على الصمود.

*آفاق جديدة للمساواة والتنوع والشمول*

وشاركت وزيرة التعاون الدولي، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد تحت عنوانآفاق جديدة للمساواة والتنوع والشمول، بمشاركة السيدة/ سعدية زاهيدي، المدير الإداريللمنتدى الاقتصادي العالمي، والسيدة/ ميجان جرينفيلد، الشريك في ماكنزي آند كمباني، والسيد/ روبير سميق، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة التكنولوجياVISTA، حيث ناقش المؤتمر الصحفي الرؤى حول التأثير الذي أحدثته مبادرات مركز الاقتصاد الجديد والمجتمع التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، والشراكات التينفذها بشان تسريع وتيرة التنوع والشمول الاجتماعي، في ضوء أهمية الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لخلق مجتمعات ومؤسسات أكثر مراعاة للتنوعالاجتماعي والشمول وتكافؤ الفرص.

وتحدثت وزيرة التعاون الدولي، خلال المؤتمر الصحفي عن محفز سد الفجوة بين الجنسين الذي تم إطلاقه بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي والمجلس القومي للمرأةوشركات القطاع الخاص، لتحفيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص للتوسع في جهود تمكين المرأة وتكافؤ الفرص بين الجنسين، ونشر المهارات الرقميةوالخضراء لزيادة دور المرأة في جهود التنمية.

وأكدت أهمية أن تتضمن الاستراتيجيات والشراكات مع المؤسسات الدولية معايير الشمول والدمج الاجتماعي وضمان ألا يتخلف أحد عن ركب التنمي الشاملة، وتعزيزالشراكات مع القطاع الخاًص، منوهة بأن وزارة التعاون الدولي، تحرص بالفعل أن تتضمن الشراكات القطرية سواء مع شركاء التنمية متعددي الأطراف أو الثنائيينأهداف ومحاور لدمج المراة والشباب وتعزيز المهارات، وتحفيز الشراكات مع القطاع الخاص.

ولفتت إلى أن الحكومة تحرص في تعاملاتها مع شركاء التنمية المختلفين على الاستفادة من المميزات النسبية لكل شريك تنمية، وتحقيق التكامل بما يعظم الأثر من هذهالجهود على النحو الذي يحفز جهود التنمية المستدامة، منوهة بأن مصر تعد أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تطلق محفز سد الفجوة بين الجنسين بما يمثلميزة نسبية، ويدعم الجهود التي تقوم بها الدولة بالفعل لتحقيق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030.

لمشاهدة المؤتمر الصحفي كاملًا

https://www.weforum.org/events/world-economic-forum-annual-meeting-2023/sessions/new-frontiers-for-diversity-equity-and-inclusion

*جلسة الاستثمار في الاستدامة البيئية*

إلى جانب ذلك شاركت وزيرة التعاون الدولي، في الجلسة النقاشية حول الاستثمار في الاستدامة البيئية، التي عُقدت لمناقشة نتائج مؤتمر التنوع البيولوجي COP15 بكندا، إلى جانب السيد/ أندرو ستير، رئيس صندوق بيزوس للأرض، والسيدة/ كاثرين كاريت، من بنك الخليج الدولي، والسيد/ بيتر فيرنهيد، الرئيس التنفيذي لمنظمةالمناطق المحمية الأفريقية وهي منظمة غير هادفة للربح.

وناقشت الجلسة النقاشية اتفاق مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP15 الذي عُقد بمونتريال بكندا نهاية العام الماضي، على حماية 30% من الطبيعة بحلول2030 وتخصيص 30 مليار دولار من المساعدات للبلدان النامية لحماية الطبيعة.

وقالت وزيرة التعاون الدولي، إن اتفاقمونتريالكان تقدمًا كبيرًا لاسيما بعد مؤتمر المناخ  COP27 واتفاق العالم في شرم الشيخ على صندوق للخسائر والأضرارفضلا عن التأكيد على أهمية التوسع في جهود التكيف والمرونة، لافتة إلى أن هذه الجهود تعكس أهمية التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية لحماية المناطقالأكثر عرضة للمخاطر، وتحقيق التكامل في جهود العمل المناخي.

وأكدتالمشاط، الحاجة إلى تمويل جهود التخفيف والتكيف، وكذلك الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال التعاون الوثيق بين الأطراف ذات الصلة والمنظمات غيرالهادفة للربح،  والقطاع الخاص، كما تطرقت إلى المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامجنُوَفِّي، الذي دشنتها مصر منتصف العام الماضي وقامت بتوقيعخطابات النوايا لحشد آليات التمويل المختلفة خلال مؤتمر المناخ cop27، بهدف دفع التحول الأخضر في المجالات ذات الأولوية.

وتابعت أن اتفاق مؤتمر التنوع البيولوجي 30*30 يعزز الجهود الدولية الهادفة للحد من الخسائر والأضرار، مشيرة في ذات الوقت إلى أهمية توافر الدعم الفني المطلوبوالتمويلات لتعزيز قدرة الدول على الحد من تأثير التغيرات المناخية ودعم قدرتها على تنفيذ مشروعات التخفيف والتكيف وزيادة المرونة والحفاظ على التنوع البيولوجيوزيادة وعي المواطنين للحماية من تأثير التغيرات المناخية.

وقد شهد المؤتمر إشادة من قبل الحضور باستضافة ورئاسة وتنظيم مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27، والنتائج التي توصل إليها على مستوى جهود التكيفوصندوق الخسائر والأضرار، والمبادرات التي تم إطلاقها لتحفيز العمل المناخي.

لمشاهدة الجلسة كاملة

https://www.weforum.org/events/world-economic-forum-annual-meeting-2023/sessions/30×30-ambition

وانطلقت فعالياتدافوس 2023″، الذي يعقده المنتدى الاقتصادي العالمي بسويسرا، تحت عنوانالتعاون في عالم منقسم، بمشاركة العديد من قادة الدول ورؤساءالحكومات والوزراء، وكبرى شركات القطاع الخاص، حيث من المقرر أن تعقد على مدار انعقاد أيام المؤتمر خلال الفترة من 16-20 يناير الجاري عددًا من الاجتماعاتالثنائية مع ممثلي شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، وشركات القطاع الخاص، والمنظمات غير الهادفة للربح، كما تشارك في العديد من الفعاليات والجلساتالنقاشية في ضوء توطيد العلاقات الاقتصادية بين مصر والمؤسسات الإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى