والدة “بن لادن” تسرد قصة التحول من الخجول الوديع الى أخطر إرهابي في العالم

كتبت – نورا عبد الستار:

بعد مرور ١٧ عاما على أحداث الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١، و٧ سنوات على مقتل الشخصية الشهيرة المثيرة للجدل والتي اختلفت حولها الآراء، تقرر والدة أسامة بن لادن الخروج عن صمتها، والإفصاح عن حياة ولدها وشخصيتة من وجهة نظرها، في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية.
السيدة علياء غانم من مدينة اللاذقية بسوريا، نشأت في أسرة من العلويين، انتقلت إلى السعودية في منتصف الخمسينات، حيث أبصر أسامة بن لادن النور في الرياض عام 1957، ثم انفصلت عن والده بعد ثلاث سنوات، وتزوّجت من محمد العطاس، الذي كان آنذاك يعمل مديراً في أمبراطورية بن لادن الوليدة، في مطلع الستينات.
وافقت عائلة أسامة بن لادن، المقيمة في مدينة جدة، على إجراء مقابلة مع صحيفة الجارديان التي قالت “إن لكل فرد فى العائلة قصته الخاصة ليخبرها عن الرجل المرتبط بنشوء الإرهاب العالمى، لكن غانم هى التى تحكى وتصف الرجل الذى ما يزال بالنسبة لها ابنًا محبوبًا ضل سبيله بطريقة أو بأخرى”.
فقامت والدة زعيم تنظيم القاعدة بسرد أبرز محطات حياة نجلها المثيرة منذ طفولته وحتى آخر مرة التقته في عام 1999 في قندهار بأفغانستان، حيث استقر خارج السعودية، وأعلن مسؤوليته عن أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، ليعيش بقية عمره مطاردًا.
وتقول الأم “إن أسامة كان طفلًا خجولًا لكنه كان متفوقًا في دراسته، وفي العشرينات من عمره أصبح له شخصية قوية، وذلك أثناء دراسته للاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة”.
وتابعت الأم موضحة بداية تعرّف بن لادن على الفكر المتطرف بأن أحد الرجال الذين قابلهم في الجامعة كان “عبد الله عزام” عضو جماعة “الإخوان المسلمين” آنذاك والذي نُفي لاحقا من المملكة العربية السعودية وأصبح مستشارا روحيا لبن لادن.
وأضافت: “لقد كان طفلا جيدا إلى أن التقى ببعض الأشخاص الذين غسلوا دماغه في أوائل العشرينات من عمره، كنت أقول له دائما أن يبتعد عنهم، ولن يعترف لي أبدا بما كان يفعله، لأنه كان يحبني كثيرا”.
كما تذكرت آخر لقاء للعائلة مع أسامة في أفغانستان عام 1999، وهو العام الذي زاروه فيه مرّتين في قاعدته خارج مدينة قندهار، قائلة: “لقد كان مكانا بالقرب من المطار، وكان سعيدا جدا باستقبالنا، وأقام وليمة ودعا الجميع لها”.
وعلق أحمد الأخ غير الشقيق لبن لادن بعد انصراف الأم قائلا: ” نادرا ما تكون هناك موضوعية من الأم تجاه ابنها، والدتي لا تزال في حالة إنكار بشأن أسامة، كانت تحبّه كثيراً، إلى درجة أنها ترفض إلقاء اللوم عليه، بدلاً من ذلك، تلقي بالملامة على الأشخاص الذين كانوا محيطين به، لا تعرف سوى الجانب الصالح منه، الجانب الذي رأيناه جميعنا، لم تتعرّف مطلقاً على الجانب الجهادي لديه”.
ويضيف متحدثاً عن التقارير الأولى التي وصلت من نيويورك: “أُصبت بالصدمة والذهول، كان شعوراً غريباً جداً، أدركنا منذ البداية “أن أسامة كان الفاعل”، في خلال الـ48 ساعة الأولى شعرنا جميعنا من الأصغر إلى الأكبر بيننا بالعار والخزي منه وأدركنا أننا سنواجه كلّنا تبعات مروّعة، عاد جميع أفراد أسرتنا الذين كانوا في الخارج إلى السعودية”.
وتابع أحمد: “فرضوا علينا حظر سفر في السعودية، حاولوا قدر استطاعتهم إبقاء العائلة تحت السيطرة”، تقول العائلة إنهم خضعوا جميعاً للاستجواب من السلطات، ومُنِعوا، لفترة معيّنة، من مغادرة البلاد، وبعد مرور حوالي عقدَين من الزمن، بات بإمكان آل بن لادن التنقّل، بحرية نسبياً، داخل المملكة وخارجها.
هذا وقد انطوت صفحة أسامة بن لادن فجر الاثنين 2 مايو 2011 في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد بعد مقتله على يد الجيش الأمريكي في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية واستغرقت 40 دقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى