كشف المؤرّخ المصري محمد هيثم عن تاريخ تركيا في السرقة وكان الحديث عن أرمينيا هو بوّابة هذه المعلومات التاريخيّة؛ إذ تطرّق في بادئ حديثه إلى الأصول القديمة للأرمن قائلًا أنّهم شعب آري قديم، كان يعيش في قبائل وقد هاجر من أواسط آسيا، ثمّ في عام 955 ق.م. استوطن في جبال بحيرة ‘ڨان’ van الكامنة في أعالي جبال ‘أرارات’ التي سرقها الأتراك من الأرمن في ترسيم الحدود، كما سرقوا ‘هكاري’ و’نصابين’ من العراق و’أنطاكيا’ و’الرها’ من سوريا، علاوة على بعض المدن التابعة لليونان والبلقان.
وتابع محمد هيثم حديثه عن الأرمن، إذ أضاف قائلًا: “كان أوّل بزوغ لنجمهم في عام 858 ق.م.؛ إذ كوّنوا أولى ممالكهم وهي ‘أورارتو’ وذلك وفق التسمية الآشوريّة لهم، أمّا الأرمن أنفسهم فقد أسموا أرضهم باسم ‘نائيري’ وشعبهم باسم ‘بيانيلي’. وقد كانت عاصمتهم ‘أرزشكون’ التي دمّرها ‘الآشوريون’ عام 856 ق.م.، ليبنوا ‘توشبا’ كعاصمة جديدة ولتنتعش من جديد حتّى دمّرها ‘الميديين’ أجداد الأكراد وهجرها شعبها، ثمّ عادوا لإعمارها أيّام ‘أورونتيس الأوّل’، جدّ السلالة الأورونتيّة وهي ثاني سلالة أرمنيّة حاكمة”.
وأكمل المؤرّخ المصري محمد هيثم: “كانت سلالة ‘أورونتيد’ -المعروفة أيضًا باسمها الأصلي ‘إيرواندند’ أو ‘يرفاندوني’- سلالةً أرمنيّة وراثيّة، وحكمت الدولة التي خلفت مملكة العصر الحديديّ ‘أورارتو’ (أرارات). وفرض أفراد هذه السلالة سيادتهم على أرمينيا بفترة غزوات شعوب السكوثيين والميديين في القرن السادس قبل الميلاد”.
وفي ختام حديثه عن الأصول القديمة للأرمن، ذكر المؤرّخ المصري محمد هيثم: “حكم أفراد سلالة ‘أورونتيد’ أرمينيا بشكل متقطّع، خلال الفترة الممتدة بين القرنين السادس والثاني قبل الميلاد -على أقل تقدير-؛ إذ حكموا في البداية كملوك متحالفين مع روما أو ساترابات الإمبراطوريّات الميديّة والأخمينيّة الذين أسّسوا مملكةً مستقلّة بعد انهيار الإمبراطوريّة الأخمينيّة، ثمّ أصبحوا لاحقًا ملوكًا لمملكتي ‘صوفين’ و’كوماجيني’ اللتين استسلمتا في نهاية المطاف للإمبراطوريّة الرومانيّة. حكم أفراد سلالة أورونتيد زهاء القرن ونصف، ليكونوا بذلك أوّل حكّام لمملكة أرمينيا القديمة من بين أفراد السلالات الملكيّة الثلاث التي مرّت على المملكة”.
